القديس ابراهيم أبو الآباء (10/9)
سيرة حياة القديس
أبرام ومعنى اللفظة الأب السَّامي أي العالي ، والمدعوُّ إبراهيم أي أبو الأمم الكثيرة، هو ابن تارَح، وزوجتُه سارة. دعاه الله، ووعدَ أن يعطِيَه نسلاً كثيًرا، فخرجَ من وطنِه أُور في بلادِ الكلدانيّين، وجاءَ أرضَ كنعان، التي وعدَ اللهُ مرّاتٍ عديدةً أن يُعطِيَها له ولنسلِه: وذلك في القرن 19 قبل الميلاد. لمّا أمرَه اللهُ بأن يضحِّيَ بابنِه إسحق، أطاعَ أمرَ اللهِ وسارَ لينفِّذَ ما طُلِبَ منه. ولما أخذَ السِكَّين وهَمَّ أن يذبَحَ ابنَه، أمسكَ ملاكُ الربِّ بيدِه، ثم جدَّدَ اللهُ له الوعود. عاشَ إبرهيم، بحسبِ ما وردَ في الكتاب، مئةً وسبعينَ سنة. ودفنَه ابناه إسحق وإسماعيل.
إبراهيم هو أبونا في الإيمان، ويكرِّمه أبناء يعقوب وأبناء إسماعيل أي اليهود والمسلمون وجميع الّذين بإيمانهم بالمسيح ينسبون أنفسهم إلى أبوّته ويعترفون به كأب عددٍ كبير من الأمم تك 17: 4.
منذ الدعوة الأولى له من قِبل الله تك 12: 1-4 وحتى اليوم الّذي أصبح فيه يُقاد، مع ابنه إسحق، ولغاية جبل التضحية تك 22: 1-19، فإنّ طاعة إبراهيم هي مرادفة لكلمة الحرّيّة، فأصبح مثالًا واضحًا لذاك الّذي لا يمكن لأي أمر أن يتداخل بينه وبين الله تعالى. فإبراهيم هو المثال الأجلى للطاعة الكاملة والاستسلام لمشيئة الله، فشقّ لنا هكذا الدَرب كي نستطيع أن نجد طريقة جديدة لنسج علاقتنا بالله من جديد، ليس من باب انتظار المكافأة، بل بالطاعة المجّانية.
على جبل حوريب تلقّى موسى من الله الوحي باسمه تعالى: «كَذا تَقولُ لِبَني إِسْرائيل: الرَّبُّ إِلهُ آبائِكُم، إِلهُ إِبْراهيم وإِلهُ إِسحق وإِلهُ يَعْقوب أَرسَلَني إِلَيكم.» خر 3: 15. يُشير هذا النصّ إلى دور إبراهيم كأب بطريرك، سواء في مجال السرّ الإلهي أم في الوحي. أمّا مسيرة حياته فقد مرّت بدروب كثيرة من المحن والصعوبات ولكنّها كانت تنتهي دومًا بالإيمان الّذي هو «قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى.» عب 11: 1 و «في الإِيمانِ ماتَ أُولئِكَ جَميعًا ولَم يحصُلوا على المَواعِد، بل رَأَوها وحَيَّوها عن بُعْد.» عب 11: 13 وقال يسوع لليهود الّذين آمنوا به «إِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح.» يو .8: 31-59 :
الدعوة إلى الصلاة
✠ يا ربِّ افتَحْ شَفَتَيَّ.
– ليُخبِـرَ فَمي بتَسبِحَتِكَ.
أنتيفونة المزمور 94 هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
هلُمُّوا نُهَلِّلُ للرَّبّ، نَهتِفُ لصخرةِ خلاصِنا.
نُبادرُ إلى وَجهِهِ بالشُّكْران، ونهتِفُ لهُ بالأناشيد.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
فإنَّ الرَّبَّ إلهٌ عظيم، وعلى جميعِ الآلهةِ مَلِكٌ عظيم.
هو الذي بِيَدِهِ أعماقُ الأرض، ولَهُ قِمَمُ الجبال.
لَهُ البَحرُ وهو صَنَعَهُ، ويَداهُ جَبَلَتا اليَبَس.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
هَلُمُّوا نَسجُدُ ونَركَعُ لَهُ، نَجثو أمامَ الرَّبِّ صانِعِنا؛
فإنَّه هو إلهُنا، ونَحنُ شَعبُ مَرْعاهُ وغَنَمُ يَدِهِ.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
اليومَ إذا سَمِعتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم؛
كما في مَريبة، وكما في يَومِ مَسَّةَ في البَرِّيَّة.
حَيثُ آباوُّكم امتَحَنوني، اختَبَروني وكانوا يَرَون أعْمالي.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
أربَعينَ سَنَةً سَئِمتُ ذلِكَ الجيل، وقُلتُ:
هُم شَعبٌ ضَلَّت قُلوبُهم ولم يَعرِفوا سُبُلي،
حتى أقسَمتُ في غَضَبي، أن لن يَدْخُلوا في راحَتي.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
المجدُ للآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس.
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان، وإلى دهر الدَّاهرين. آمين.
النشيد
يا بهاء الآباء ونورَهم،
خليلَ الله، إبراهيم،
تقبَّلْ مِنَّا ثناءً بكَ جديرًا
يا أبا الإنسانية والنفوس التَّقيَّة.
كنتَ دومًا مُطيعًا لمطالب الرَّبّ الإله،
وقد اجتاز قلبُكَ امتحانَ الإيمان الرَّهيب،
وما رأَيّتَ أعظمَ مِنَ الله
ولا أسمى مِن إرادتِهِ.
بوحيٍ مِنَ الله هَجَرْتَ الوطن والأهلين،
مُتَوجِّهًا إلى ديارٍ غريبةٍ جديدة،
وضَمَنْتَ شعبَك الصغير
إلى مصير أقوامٍ مجيدة.
آمنتَ بأنَّكَ ستُنْجِبُ مع تقدُّمِكَ في العُمر
وبشجاعة قَبِلْتَ أن تُقَدِّمَ بالطاعة وليدَك
قُرْبانًا عذبًا بأمرٍ إلهيٍّ عسير.
فيا خليلَ الرَّحمان وعبدَهُ المَرْضيّ
اجْعَلْنا نَتَوَخَّى الملكوتَ السَّماويَّ فرِحين
لكي نَرْفَعَ للعليِّ أناشيدَ التَّسْبيح.
آمين.
المزامير
أنتيفونة 1 سألَكَ الحياة، فوهبتها له، ياربّ وألقيتَ عليه جلالًا وبهاء.
المزمور 20
صلاة حمد لانتصار الملك
يا رَبُّ، يَفرَحُ المَلِكُ بِقُوَّتِكَ *
وما أَشَدَّ ٱبتِهاجَه بِخَلاصِكَ.
أَعطَيتَه بُغيَةَ قَلبِه *
ولم تَحرِمْه أُمنِيَةَ شَفَتَيه.
بِبَركاتِ الخَيرِ بادَرتَه *
وبِتاجٍ مِن إِبْريزٍ تَوَّجتَ رأسَه.
سأَلَكَ الحَياةَ فوَهَبتَها له *
أَيَّامًا طِوالًا أَبَدَ الدُّهور.
خَلاصُكَ يُوليه مَجدًا عَظيمًا *
تُلْقي علَيه جَلالًا وبَهاءً
لأَنَّكَ تَجعَلُه بَرَكاتٍ لِلأَبَد *
تَسُرُّه سُرورًا أَمامَ وَجهِكَ
لأَنَّ المَلِكَ على الرَّبِّ يَتَوَكَّل *
وبِرَحمةِ العَلِيِّ لا يَتَزَعزَع.
إِنهَضْ يا رَبُّ بِعِزَّتِكَ *
نُنشِدُ ونَعزِفُ لِجَبَروتِكَ.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 1 سألَكَ الحياة، فوهبتها له، ياربّ وألقيتَ عليه جلالًا وبهاء.
أنتيفونة 2 طريق الأبرار مثلُ النُّور الساطع، وتصلُ حتى النَّهارِ الكامل.
المزمور 91
تسبيح الله الخالق
صالِحٌ الحَمدُ لِلرَّبِّ *
والعَزْفُ لِاسمِكَ أَيُّها العَلِيّ
والإِخْبارُ بِرَحمَتِكَ في الصَّباح *
وبَأمانَتِكَ في اللَّيالي
على عُشارِيِّ الأَوتارِ والعود *
وعلى تَقاسيمِ الكِنَّارة.
لِأَنَّكَ يا رَبُّ بِصُنعِكَ فَرَّحتَني *
ولِأَعمالِ يَدَيكَ أُهَلِّل.
ما أَعظَمَ يا رَبُّ أَعْمالَكَ *
وما أَعمَقَ أَفكارَكَ!
الغَبِيُّ لا يَعلَمُ هٰذا *
والجاهِلُ لا يَفهَمُه.
إِذا الأَشْرارُ كالعُشْبِ نَبَتوا *
وجَميعُ فَعَلَةِ الإِثْمِ أَزهَروا
فما ذٰلِكَ إِلَّا لِيُستَأصَلوا أَبَدًا *
وأَنتَ يا رَبُّ مُتَعالٍ دائمًا أَبَدًا.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 2 طريق الأبرار مثلُ النُّور الساطع، وتصلُ حتى النَّهارِ الكامل.
أنتيفونة 3 البارُّ كالنَّخل يسمو، ومثلَ أرزِ لبنانَ ينمو.
المزمور 91
فها إِنَّ أَعداءَكَ يَبيدون *
وجَميعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ يَتَبَدَّدون.
كقُوَّةِ الثَّورِ تُعَزِّزُ قُوَّتي *
وبِزَيتٍ طريءٍ تُبَلِّلُني.
تَنظُرُ عَيني إِلى الَّذينَ يَتَرَصَّدونَني *
وتَسمَعُ أُذُنايَ الأَشْرارَ القائمينَ علَيَّ.
البارُّ كالنَّخلِ يَسْمو *
ومِثلَ أَرزِ لُبنانَ يَنْمو.
مَن في بَيتِ الرَّبِّ يُغرَسون *
في دِيارِ إِلٰهِنا يَنبُتون.
ما زالوا في المَشيبِ يُثمِرون *
وفي الِازدِهارِ والنَّضارَةِ يَظَلُّون
لِيُخبِروا بأَنَّ الرَّبَّ مُسْتَقيم *
فهو صَخرَتي ولا ظُلْمَ فيه.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين
أنتيفونة 3 البارُّ كالنَّخل يسمو، ومثلَ أرزِ لبنانَ ينمو.
• من أجلِ مجدِ اسمِك القدُّوس، خلِّصنا، يا ربّ.
❊ واعْفُ عن خطايانا، من أجلِ اسمِك القدُّوس.
القراءة
دعوة إبراهيم أبي الآباء
تكوين 11: 31-32؛ 12: 1- 9
وَأَخَذَ تَارَحُ أَبرَامَ ابنَهُ، وَلُوطَ بْنَ هَارَانَ ابنَ ابنِهِ، وَسَارَاي كَنّتَهُ، امْرَأَةَ أَبرَامَ ابنِهِ، فَخَرَجَ بِهِم مِن أُورِ الكَلْدَانِيِّينَ، لِيَذهَبُوا إِلَى أَرضِ كَنعَان. فَجَاؤُوا إِلَى حَارَان وَأَقَامُوا هُنَاكَ.
وَقَالَ الرَّبُّ لأَبرَام: «اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وَعَشِيرَتِكَ وَبَيتِ أَبِيكَ، إِلَى الأَرضِ الَّتِي أُرِيكَ. وَأنَا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَأُبَارِكُكَ وَأُعَظِّمُ اسمَكَ، وَتَكُونُ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَأَلعَنُ لاعِنِيكَ وَيَتَبارَكُ بِكَ جَمِيعُ عَشَائِرِ الأَرضِ».
فَانطَلَقَ أَبرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ، وَمَضَى مَعَهُ لُوط. وَكَانَ أَبرَامُ ابنَ خَمسٍ وَسَبعِينَ سَنَةً، حِينَ خَرَجَ مِن حَارَان. فَأَخَذَ أَبرَامُ سَارَايَ امرَأَتَهُ وَلُوطًا ابنَ أَخِيهِ وَجَمِيعَ أَموَالِهِمَا الَّتِي اقتَنَيَاهَا، وَالنُّفُوسَ الَّتِي امتَلَكَاهَا فِي حَارَان، وَخَرَجُوا لِيَمضُوا إِلَى أَرضِ كَنعَان، وَأَتَوْا أَرضَ كَنعَان.
فَاجتَازَ أَبرَامُ فِي الأَرضِ إِلَى مَوضِعِ شَكِيم، إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَة، وَالكَنعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرضِ. فَتَرَاءَى الرَّبُّ لأَبرَامَ وَقَال: «لِنَسلِكَ أُعطِي هَذِهِ الأَرضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي تَجَلَّى لَهُ. ثُمَّ انتَقَلَ مِن هُنَاكَ إلَى الجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيتَ إِيل، وَضَرَبَ خَيمَتَهُ، وَغَرْبِيَّهُ بَيْتَ إِيل وَشَرْقيَّهُ عَايُ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسمِ الرَّبِّ. ثُمَّ رَحَلَ أَبرَامُ رَحِيلاً مُتَوالِيًا نَحوَ النَّقَب.
الردة
تكوين 15: 1و7
• كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إلَى أبرَام فِي الرُّؤيَا قَائِلا:
❊ لا تَخَفْ، يَا أبرَام. أنَا تُرسٌ لَكَ. وَأَجرُكَ عَظِيمٌ جِدًّا.
• أنَا الرَّبُّ الَّذِي أخرَجَكَ مِن أُور الكَلْدَانِيِّين.
القراءة الثانية
من مواعظ القديس أغسطينس الأسقف
(من كتاباته في إنجيل القديس يوحنا، 45: PL 35، 1712)
يَشهدُ شهادةً عظيمةً لإبراهيم نَسلُ إبراهيمَ وخالقُ إبراهيم، قال: «ابتَهَجَ إبرَاهِيمُ رَاجِيًا أن يَرَى يَومِي» يوحنا 8: 56.
لأنّه كانَ ممتلئًا بالمحبّةِ التي تَنفِي الخوفَ. لم يقُلْ: «ابتهجَ لأنّه رأى»، بل: «رَاجِيًا أن يَرَى».
نعم، آمنَ فابتهجَ راجيًا أن يَفهَمَ فيَرى. ورأى. ماذا كانَ يقدِرُ أن يقولَ أكثرَ من ذلك؟ أم ماذا كانَ يجبُ أن يقولَ سيِّدُنا يسوعُ المسيحُ أكثرَ من ذلك؟ قال: «رَآهُ فَفَرِح». مَن يُفسِّرُ لنا هذا الفرحَ، يا إخوتي؟ إنْ فَرِحَ هؤلاء الذين فتحَ يسوعُ لهم أعينَ الجسدِ، أيَّ فَرَحٍ يفرحُ هؤلاء الذين يَرَوْن بأعيُنِ القلبِ النُّورَ الذي لا يُوصَف، الكلمةَ الأزليَّ، البهاءَ الذي يُضيءُ العقولَ التَّقيّةَ، الحكمةَ السَّرمديّةَ، المقيمَ لدى الآبِ، والذي سيأتي يومًا بحسبِ الجسدِ، من غيرِ أن يبتعدَ عن الآب؟
كلُّ هذا رآهُ إبراهيم. وأمّا قولُه «يَومِي» فهو قولٌ غيرُ محدِّدٍ: أهو اليومُ الذي كانَ سيأتي فيه في الزَّمنِ بحسبِ الجسدِ؟ أم هو يومُ الرَّبِّ الذي لا شروقَ له ولا غروبَ؟ أنا لا أشُكُّ في أنّ إبراهيمَ عرفَ كلَّ هذا. وما دليلُنا على ذلك؟ أوَما يجبُ أن تَكفِيَنا شهادةُ ربِّنا يسوعَ المسيح؟ لِنَفترِضْ أنَّنا لا نقدرُ أن نأتيَ بالدليلِ على ذلك، لأنَّه في الواقعِ أمرٌ صعبٌ جدًّا: كيف كانَ أنَّ إبراهيمَ «ابتَهَجَ رَاجِيًا أن يَرَى يومَ المسيح، ثم رآه ففَرِح».
لو وجَدْنا نحن الدليلَ، أيُمكِنُ من جهةٍ أخرى للحقِّ سبحانَه أن يَكذِب؟ فَلْنؤمِنْ بالحقِّ سبحانَه، ولا يكُنْ لدينا أدنى شكٍّ في استحقاقاتِ إبراهيم. ولكنْ، اسمَعُوا هذه الفكرةَ التي تحضُرُني الآن. لمّا أرسلَ أبونا إبراهيم خادمَه ليطلبَ زوجةً لابنِه إسحق، استحلفَه أن ينفِّذَ ما يأمرُه به بأمانةٍ، وأن يَعرِفَ جيّدًا ما عليه أن يَعمَلَ. لأنّ الأمرَ ذو خطورةٍ: أي وجودُ زوجةٍ لنسلِ إبراهيم. ولكي يعرفَ الخادمُ ما عرَفَ إبراهيم، وأنَّه لا يرغبُ فقط في نسلٍ جسدِيّ، وأنّه لم تكُنْ له في نسلِه أيّةُ مطامعَ بشريّةٍ، قالَ لخادمِه الذي أرسلَه: «ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخذِي، فَأَستَحلِفَكَ بِرَبِّ السَّماءِ» (تكوين 24: 2- 3).
ماذا يريدُ ربُّ السَّماءِ من هذا القَسَم؟ انتبِهْ وافهَمْ العلامةَ والسِّرّ. الفخذُ يَعني النَّسلَ. فماذا يَعني هذا القَسَمُ إلا أنَّ ربَّ السَّماءِ سيأتي بحسبِ الجسدِ من نسلِ إبراهيم؟ الحَمقَى قد يستخفُّون بإبراهيمَ الذي قال: «ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخذِي». ولكن، مَن يستخِفُّ بالجسدِ الذي اتّخذَه المسيحُ يستخِفُّ بما صنعَ إبراهيم. أمّا نحن، أيّها الإخوةُ، فإنّنا نعلَمُ أنَّ جسدَ المسيحِ كريمٌ، ولا نستخفُّ بنسلِ إبراهيم، وَنقبَلُ بما جاءَ في النُّبُؤَة. لأنَّ إبراهيمَ كانَ نبِيًّا. نبِيًّا لمَن؟ نبيًّا لمن كانَ نسلَه وربَّه. أشارَ إلى نسلِه بقولِه: «ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخذِي». وأشارَ إلى ربِّهِ بقولِه: «أستَحلِفُكَ بِرَبِّ السَّمَاءِ».
الردة
• آمنَ إبراهيمُ باللهِ، فحُسِبَ له ذلك بِرًّا.
❊ ولهذا صارَ خليلَ اللهِ.
• وكانَ بارًّا أمامَ الرَّبِّ سائرًا في طُرُقِه.
❊ ولهذا صارَ خليلَ اللهِ.
صلاة الختام
اللهُمَّ، يا مَن وعدْتَ العالَمَ بأنَّ ابنَكَ الوحيدَ سيكونُ مِن ذرِّيَّةِ ابراهيمَ جزاءَ إيمانِهِ،†
ارأَفْ بنا، واجعلِ الإيمانَ الذي نلناه في العماد إيمانًا يُثمِرُ ثمارَ المحبَّةِ حتى الموت،*
فنكونَ أهلًا لأن نَرِثَ السماء. بِربِّنا يسوع المسيح ابنِكَ،*
الذي يَحيا ويملِكُ معكَ باتّحادِ الرّوحِ القدُسِ إلهًا،†
إلى دهر الدهور.
ش: آمين.
الدعوة إلى الصلاة
✠ يا ربِّ افتَحْ شَفَتَيَّ.
– ليُخبِـرَ فَمي بتَسبِحَتِكَ.
أنتيفونة المزمور 94 هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
هلُمُّوا نُهَلِّلُ للرَّبّ، نَهتِفُ لصخرةِ خلاصِنا.
نُبادرُ إلى وَجهِهِ بالشُّكْران، ونهتِفُ لهُ بالأناشيد.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
فإنَّ الرَّبَّ إلهٌ عظيم، وعلى جميعِ الآلهةِ مَلِكٌ عظيم.
هو الذي بِيَدِهِ أعماقُ الأرض، ولَهُ قِمَمُ الجبال.
لَهُ البَحرُ وهو صَنَعَهُ، ويَداهُ جَبَلَتا اليَبَس.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
هَلُمُّوا نَسجُدُ ونَركَعُ لَهُ، نَجثو أمامَ الرَّبِّ صانِعِنا؛
فإنَّه هو إلهُنا، ونَحنُ شَعبُ مَرْعاهُ وغَنَمُ يَدِهِ.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
اليومَ إذا سَمِعتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم؛
كما في مَريبة، وكما في يَومِ مَسَّةَ في البَرِّيَّة.
حَيثُ آباوُّكم امتَحَنوني، اختَبَروني وكانوا يَرَون أعْمالي.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
أربَعينَ سَنَةً سَئِمتُ ذلِكَ الجيل، وقُلتُ:
هُم شَعبٌ ضَلَّت قُلوبُهم ولم يَعرِفوا سُبُلي،
حتى أقسَمتُ في غَضَبي، أن لن يَدْخُلوا في راحَتي.
الأنتيفونة هلُمُّوا نسجُدْ لله الذي دعا إبراهيم ليكونَ أبًا لشعوبٍ كثيرة.
المجدُ للآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس.
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان، وإلى دهر الدَّاهرين. آمين.
(إذا تليت الدعوة إلى الصلاة قبلاً يتلى النشيد دون اللهم بادر...)
✠ اللهمَّ، بادِرْ إلى مَعونتي.
– يا ربّ، أسرِعْ إلى إِغاثتي.
المجدُ للآب والابن، والروح القدس،*
كما كان في البدء والآن وكلَّ أوان،
وإلى دهر الدهور. آمين. (في غير الزمن الأربعيني: هللويا.).
النشيد
يا بهاء الآباء ونورَهم،
خليلَ الله، إبراهيم،
تقبَّلْ مِنَّا ثناءً بكَ جديرًا
يا أبا الإنسانية والنفوس التَّقيَّة.
كنتَ دومًا مُطيعًا لمطالب الرَّبّ الإله،
وقد اجتاز قلبُكَ امتحانَ الإيمان الرَّهيب،
وما رأَيّتَ أعظمَ مِنَ الله
ولا أسمى مِن إرادتِهِ.
بوحيٍ مِنَ الله هَجَرْتَ الوطن والأهلين،
مُتَوجِّهًا إلى ديارٍ غريبةٍ جديدة،
وضَمَنْتَ شعبَك الصغير
إلى مصير أقوامٍ مجيدة.
آمنتَ بأنَّكَ ستُنْجِبُ مع تقدُّمِكَ في العُمر
وبشجاعة قَبِلْتَ أن تُقَدِّمَ بالطاعة وليدَك
قُرْبانًا عذبًا بأمرٍ إلهيٍّ عسير.
فيا خليلَ الرَّحمان وعبدَهُ المَرْضيّ
اجْعَلْنا نَتَوَخَّى الملكوتَ السَّماويَّ فرِحين
لكي نَرْفَعَ للعليِّ أناشيدَ التَّسْبيح.
آمين.
المزامير
أنتيفونة 1 وَهَبَهم الربُّ مجدًا لا يَفنى، وسيُخلَّدُ اسمُهم إلى الأبد.
المزمور 0
المزمور حسب اليوم الموافق من الأسبوع
أنتيفونة 1 وَهَبَهم الربُّ مجدًا لا يَفنى، وسيُخلَّدُ اسمُهم إلى الأبد.
أنتيفونة 2 يا خدّام الربّ، باركوا الربّ إلى الأبد.
0
المزمور حسب اليوم الموافق من الأسبوع
أنتيفونة 2 يا خدّام الربّ، باركوا الربّ إلى الأبد.
أنتيفونة 3 يبتهج القديسون في المجد، ويتهللون في مساكنِه.
المزمور 0
المزمور حسب اليوم الموافق من الأسبوع
أنتيفونة 3 يبتهج القديسون في المجد، ويتهللون في مساكنِه.
القراءة
التكوين 17: 15-16. 19
قالَ الله لإِبراهيم: «سارايُ اَمرَأَتُكَ لا تُسَمِّها ساراي، بل سَمِّها سارة. وأَنا أُبارِكُها وأَرزُقُكَ مِنها ابنًا وأُبارِكُها فتَصيرَ أُمَمًا، ومُلوكُ شُعوبٍ مِنها يَخرُجون». وقالَ الله: «بل سارةُ اَمرَأَتُكَ سَتَلِدُ لَكَ ابنًا وسَمِّهِ إِسحق، وأُقيمُ عَهْدي معَه، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكونَ لَه إِلهًا ولِنَسلِه مِن بَعدِه».
الردة
• ابتهَجَ أبوكُم إبراهيمُ راجيًا أن يَرى يومي ❊
ورآهُ فَفَرح.
•• ابتهَجَ أبوكُم إبراهيمُ راجيًا أن يَرى يومي ❊
ورآهُ فَفَرح.
• الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: قَبلَ أَن يَكونَ إبراهيم، أنا كائن:
❊ ورآهُ فَفَرح.
• المجد للآبِ والابن، والروحِ القدس.
•• ابتهَجَ أبوكُم إبراهيمُ راجيًا أن يَرى يومي ❊
ورآهُ فَفَرح.
أنتيفونة تسبحة زكريا القسَمَ الذي حلفَ لإبراهيمَ أَبينا، أن يُنعِمَ علينا بأن نعبُدَه بلا خَوف، بالقداسةِ والبِرّ جميعَ أيّامِ حياتِنا.
تسبحة زكريا
لوقا 1 : 68-79
المسيح والمعمدان سابِقُه
عند بدئها، يرسم المصلُّون إشارة الصليب.
مباركٌ الرَّبُّ إلـــهُنا،*
لأنّهُ افتَقَدَ وصَنعَ فِداءً لـِشعـبِــهِ
وأقامَ لنا قرنَ خلاصْ،*
في بيتِ داودَ فتاهُ
كما تكلَّم على أفواهِ أنبيائهِ القدِّيسينْ،*
الذين هم منذُ الدّهرْ
بأن يُخلِّصَنا مِن أعدائِنا،*
ومن أيدي جميعِ مُبغضينا
ليصنعَ رحمةً إلـى آبائِنا،*
ويذكرَ عهدَهُ الـمقدَّسْ
القسَمَ الذي حلفَ لإبراهيمَ أبينا،*
أن يُنعِمَ علينا
بأن ننجوَ من أيدي أعدائِنا،*
فنعبُدَه بلا خَوفْ
بالقداسةِ والبِرّْ،*
جميعَ أيّامِ حياتِنا
وأنت أيّها الصَّبيّ نبيَّ العليِّ تُدعى،*
لأنَّكَ تسبِقُ أمام وجهِ الرّبِّ لتُعِدَّ طرُقَهُ
وتعطيَ شعبه عِلمَ الخلاصْ،*
لمغفرةِ خطاياهم
بأحشاءِ رحمةِ إلهنا،*
الذي افتقدنا بها المشرقُ من العَلاءْ
ليُضيءَ للجالسين في الظلمةِ وظلالِ الموتْ،*
ويُرشِدَ أقدامنا الى سبيلِ السَّلامةْ
المجدُ للآبِ والإبنْ والرُّوحِ القُدُس،*
كما كان في البَدءِ والآنَ وكلِّ أوان،
وإلى دهر الدّاهِرين، آمين.
أنتيفونة تسبحة زكريا القسَمَ الذي حلفَ لإبراهيمَ أَبينا، أن يُنعِمَ علينا بأن نعبُدَه بلا خَوف، بالقداسةِ والبِرّ جميعَ أيّامِ حياتِنا.
الأدعية
أبرَمَ الله مع شعبِه عهدًا أبديًّا ولم يكفَّ عن الإحسانِ إليه. فلنشكُرْه ولنرفَعْ إليه صلواتِنا قائلين:
أحسِن إلى شعبِك، يا ربّ.
ليَسطَعْ نورُ بهائِك علينا اليوم:
– واهدِنا في جميعِ أعمالِنا.
قوِّنا لنحفظَ وصاياك:
– حتى نقيمَ فيك وأنت فينا، بقوّة الروح القدس.
أعطِنا أن نحبَّك، أنتَ الحبّ، فنكونَ مِلكًا لكَ:
– ونُحسِنَ كلَّ عملٍ لنا ونسبِّحَك كلَّ أيّامِ حياتِنا.
أعطِنا أن نطلبَ ما هو مفيدٌ ونافعٌ لإخوتِنا،
– فينالوا هم وننالَ نحن الخلاصَ بصورة أيسَر.
أبانا …
الصلاة
اللهُمَّ، يا مَن وعدْتَ العالَمَ بأنَّ ابنَكَ الوحيدَ سيكونُ مِن ذرِّيَّةِ ابراهيمَ جزاءَ إيمانِهِ،†
ارأَفْ بنا، واجعلِ الإيمانَ الذي نلناه في العماد إيمانًا يُثمِرُ ثمارَ المحبَّةِ حتى الموت،*
فنكونَ أهلًا لأن نَرِثَ السماء. بِربِّنا يسوع المسيح ابنِكَ،*
الذي يَحيا ويملِكُ معكَ باتّحادِ الرّوحِ القدُسِ إلهًا،†
إلى دهر الدهور.
ش: آمين.
ختام الصلاة
ك: الرَّبُّ مَعَكُمْ.
ش: وَمَعَ روحِكَ أيضًا.
ك: بَارَكَكُمُ اللهُ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء،
الآبُ، وَالاِبْنُ، ✠ وَالرُّوحُ القُدُس.
ش: آمين.
✠ اللهمَّ، بادِرْ إلى مَعونتي.
– يا ربّ، أسرِعْ إلى إِغاثتي.
المجدُ للآب والابن، والروح القدس،*
كما كان في البدء والآن وكلَّ أوان،
وإلى دهر الدهور. آمين. (في غير الزمن الأربعيني: هللويا.).
النشيد
يا بهاء الآباء ونورَهم،
خليلَ الله، إبراهيم،
تقبَّلْ مِنَّا ثناءً بكَ جديرًا
يا أبا الإنسانية والنفوس التَّقيَّة.
كنتَ دومًا مُطيعًا لمطالب الرَّبّ الإله،
وقد اجتاز قلبُكَ امتحانَ الإيمان الرَّهيب،
وما رأَيّتَ أعظمَ مِنَ الله
ولا أسمى مِن إرادتِهِ.
بوحيٍ مِنَ الله هَجَرْتَ الوطن والأهلين،
مُتَوجِّهًا إلى ديارٍ غريبةٍ جديدة،
وضَمَنْتَ شعبَك الصغير
إلى مصير أقوامٍ مجيدة.
آمنتَ بأنَّكَ ستُنْجِبُ مع تقدُّمِكَ في العُمر
وبشجاعة قَبِلْتَ أن تُقدِّم بالطاعة وليدَك
قُرْبانًا عذبًا بأمرٍ إلهيٍّ عسير.
فيا خليلَ الرَّحمان وعبدَهُ المَرْضيّ
اجْعَلْنا نَتَوَخَّى الملكوتَ السَّماويَّ فرِحين
لكي نَرْفَعَ للعليِّ أناشيدَ التَّسْبيح.
آمين.
المزامير
أنتيفونة 1 وَهَبَهم الربُّ مجدًا لا يَفنى، وسيُخلَّدُ اسمُهم إلى الأبد.
المزمور 14
يا رَبُّ، مَن يُقيمُ في خَيمَتِكَ *
ومَن يَسكُنُ في جَبَلِ قُدسِكَ؟
السَّالِكُ طَريقَ الكَمالِ وفاعِلُ البِرِّ *
والمُتَكَلِّمُ مِن قَلْبِه بِالحَقِّ
مَن بِلِسانِه لا يَغْتاب †
وبِصاحِبِه لا يَصْنَعُ شَرًّا *
وبِقَريبِه لا يُنزِلُ عارًا.
الرَّذيلُ حَقيرٌ في نَظَرِه †
ومَن يَتَّقونَ الرَّبَّ يُكرِمُهم *
وإِن أَقسَمَ، مُضِرًّا بِنَفْسِه، لم يُخلِفْ.
لا يُقرِضُ بالرِّبى فِضَّتَه †
ولا يَقبَلُ على البَريءِ الرَّشوَة *
فمَن عَمِلَ بِذٰلكَ لا يَتَزَعزَعُ لِلأَبَد.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 1 وَهَبَهم الربُّ مجدًا لا يَفنى، وسيُخلَّدُ اسمُهم إلى الأبد.
أنتيفونة 2 يا خدّام الربّ، باركوا الربّ إلى الأبد.
المزمور 111
طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَتَّقي الرَّبّ *
ويَهْوى وَصاياه جِدًّا.
تَكونُ ذُرِّيَّتُه في الأَرضِ مُقتَدِرة *
وجيلُ المُستَقيمينَ مُبارَك.
في بَيتِه يَكونُ المالُ والغِنى *
وبِرُّه يَدومُ لِلأَبَد.
أَشرَقَ النُّورُ في الظُّلمَةِ للمُستَقيمين *
هو رَؤُوفٌ رَحيمٌ بارّ.
طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأَفُ ويُقرِض *
ويُدَبِّرُ بِالحَقِّ أُمورَه
لِأَنَّه لن يَتَزَعزَعَ لِلأَبَد *
وذِكرُ البارِّ يَكونُ لِلأَبَد.
لا يَخشى خَبَرَ السُّوء *
ثابتٌ قَلبُه مُتَّكِلٌ على الرَّبّ.
قَلبُه ثابِتٌ فلا يَخاف *
حتَّى إِذا نَظَرَ إِلى مُضايِقيه.
وَزَّعَ وأَعْطى المَساكين †
فبِرُّه يَدومُ لِلأَبَد *
وقُوَّتُه تَزْدادُ مَجدًا.
والشِّرِّيرُ يَرى فيَغضَب †
يَصرِفُ أَسْنانَه ويَذوب *
وبُغيَةُ الأَشْرارِ في زَوال.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 2 يا خدّام الربّ، باركوا الربّ إلى الأبد.
أنتيفونة 3 يبتهج القديسون في المجد، ويتهللون في مساكنِه.
رؤيا 15: 3-4
عَظيمَةٌ عَجيبَةٌ أَعْمالُكَ *
أَيُّها الرَّبُّ الإِلٰهُ القدير
وعَدلٌ وحَقٌّ سُبُلُكَ *
يا مَلِكَ الأُمَم.
مَن تُراه لا يَخافُ ٱسمَكَ *
ولا يُمَجِّدُه يا رَبّ؟
فأَنتَ وَحدَكَ قُدُّوس †
وستَأتي جَميعُ الأُمَمِ فتَسجُدُ أَمامَكَ *
لِأَنَّ أَحْكامَكَ قد ظَهَرَت.
المجد للآبِ والابن *
والروحِ القدس
كما كان في البدءِ والآن وكلَّ أوان *
والى دهر الدهور. آمين.
أنتيفونة 3 يبتهج القديسون في المجد، ويتهللون في مساكنِه.
القراءة
رومة 4: 18. 23-25
آمَنَ {إبراهيمُ} راجِيًا على غَيرِ رَجاء فأَصبَحَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَمِ على مما قِيل: «هكذا يَكونُ نَسْلُكَ». ولَيَس مِن أَجْلِه وَحدَه كُتِبَ «حُسِبَ لَه»، بل مِن أَجْلِنا أَيضًا نَحنُ الَّذينَ يُحْسَبُ لَنا الإِيمانُ بِرًّا لأَنَّنا نُؤمِنُ بمَن أَقامَ مِن بَينِ الأَمواتِ يسوعَ ربَّنا، الَّذي أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أَجْلِ بِرِّنا.
الردة
• بالإيمانِ قدَّم إبراهيم إسحق لمــّا امتحنَه الله ❊
وضحَّى بابنِه وحيدِه الذي كانَ موضوعَ الوعود.
•• بالإيمانِ قدَّم إبراهيم إسحق لمــّا امتحنَه الله ❊
وضحَّى بابنِه وحيدِه الذي كانَ موضوعَ الوعود.
• لأنَّنا نؤمنُ أنَّ الله قادرٌ أن يُقيمَ من بين الأموات:
❊ وضحَّى بابنِه وحيدِه الذي كانَ موضوعَ الوعود.
• المجدُ للآبِ، والابنِ، والرُّوحِ القُُدُس.
•• بالإيمانِ قدَّم إبراهيم إسحق لمــّا امتحنَه الله ❊
وضحَّى بابنِه وحيدِه الذي كانَ موضوعَ الوعود.
أنتيفونة تسبحة مريم ابتهَجَ أبوكُم إبراهيمُ راجيًا أن يَرى يومي، ورآهُ فَفَرح.
تسبحة مريم
لوقا 1 : 46-55
ابتهاج النفس بالله
عند بدئها، يرسم المصلُّون إشارة الصليب.
تـعـظِّـــــــــــم نفـــسي الـرَّبّْ،*
وتبتهِجُ روحـي بالـلــهِ مُـخـلِّصي
لأنَّه نظرَ إلى تواضُع أمَتِهِ،*
فَها منذ الآن تُطوِّبني جميــعُ الأَجيالْ
لأَنَّ القديرَ صَنعَ بي عظائمْ،*
واسمُهُ قدُّوسْ
ورحمتُهُ إلى أجيالٍ وأجيالْ،*
للَّذينَ يَتَّقونهُ
صنعَ عِزًّا بِساعدهِ،*
وشتَّتَ المتَكبِّرينَ بأفكارِ قلوبِهم
حطَّ المقتدرين عَنِ الكراسي،*
ورفعَ الـمُتواضعينْ
أشبعَ الجياعَ خيرًا،*
والأَغنياءَ أرسَلَهم فارغينْ
عضدَ يعقوبَ عبدَهُ،*
فَذَكرَ رَحمتَهُ
كما تَكَلَّم لِـآبائِنا،*
ابراهيمَ ونسلِهِ إلى الأبدْ
المجد للـآبِ والابن،*
والرُّوحِ القُدُسْ
كما كان في البدء والآن وكُـلِّ وآوان،*
وإلى دهرِ الدَّاهرين، آمين.
أنتيفونة تسبحة مريم ابتهَجَ أبوكُم إبراهيمُ راجيًا أن يَرى يومي، ورآهُ فَفَرح.
الأدعية
أبرَمَ اللهُ مع شعبِهِ عهدًا أبديًّا ولم يَكُفَّ عن الإحسانِ إليه. فلنشكُرْهُ ولنَرْفَعْ إليهِ صلواتِنا قائلين:
أحسِن إلى شعبِك، يا ربّ.
أيُّها الإله القدّوس والآبُ القدير، اجعَلْ العدلَ يُزهِرُ في أرضِنا التي أقامَ فيها إبراهيم:
– ليقيمَ شعبُكَ في بهاءِ السلام.
خلِّصْ، يا ربّ، شعبَك:
– وبارِكْ ميراثَك.
هَبْ للجميعِ أن يعرفوكَ أنت الإلهَ الحقيقيَّ وحدَكَ:
– ويسوعَ المسيحَ الذي أرسلتَه.
هب لنا أن نبنِيَ مدينةَ الأرضِ دائمًا بنعمتِكَ:
– حتى لا يتعبَ البنَّاؤون عبثًا.
اقبَل موتانا الراقدين في النورِ الأزليّ الذي تسكُنُه:
– ليتمتَّعوا بمشاهدتِكَ إلى الأبد.
أبانا …
الصلاة
اللهُمَّ، يا مَن وعدْتَ العالَمَ بأنَّ ابنَكَ الوحيدَ سيكونُ مِن ذرِّيَّةِ ابراهيمَ جزاءَ إيمانِهِ،†
ارأَفْ بنا، واجعلِ الإيمانَ الذي نلناه في العماد إيمانًا يُثمِرُ ثمارَ المحبَّةِ حتى الموت،*
فنكونَ أهلًا لأن نَرِثَ السماء. بِربِّنا يسوع المسيح ابنِكَ،*
الذي يَحيا ويملِكُ معكَ باتّحادِ الرّوحِ القدُسِ إلهًا،†
إلى دهر الدهور.
ش: آمين
ختام الصلاة
ك: الرَّبُّ مَعَكُمْ.
ش: وَمَعَ روحِكَ أيضًا.
ك: بَارَكَكُمُ اللهُ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْء،
الآبُ، وَالاِبْنُ، ✠ وَالرُّوحُ القُدُس.
ش: آمين.