القدّيسون الإخوة السبعة المكابيون وأمّهم، الشهداء (8/3)
سيرة حياة القديس
وَرَدَ ذكرُهم في الفصل السابع من سفر المكابيين الثاني. عاشوا في زمنِ سيطرَةِ اليونانِ السلوقيين على سوريا، وتحديدًا أيّام أنطيوخوس الرابع أبيفانيوس (175 – 164 ق. م). كانت هذه الفترةُ صعبةً جدًّا، إذ تعرّض فيها اليهود للاضطّهادات لحَملهم على تركِ إيمانهم. أظهرَ الإخوةُ السبعةُ شجاعةً فريدةً في مواجهة العذاب والموت وكانت أمُّهم تحثُّهم على التمسّك بالإيمان ووضعِ رجائهم في الله القادر على مكافأتِهم عند قيامة الأبرار. يَذكر التقليدُ الكنسيّ أنَّ رُفاتَهُم قد نُقِلَ، في القرن السادس الميلادي، من أنطاكية إلى روما، حيث حُفِظَ في كنيسة «القدّيس بطرس المُقيَّد». يقول القدّيس أغسطينُس: «هذه المرأة هي أعظم من أيّوب، كيف لا وهي التي شاهدت بأمّ عينيها استشهادَ أولادِها السبعة بأبشعِ الطرق ولم تتفوَّه بكلمةٍ سيئةٍ واحدة ولا لامَتِ اللهَ واعتبرته تخلّى عنها، بل رأتْ في كلِّ ما حدَث مجدًا ونِعمًا أبديّة».
ما عدا ما يلي:
أنتيفونة الدخول 2 مك 7: 37
أَنَا كَإِخْوَتِي أَبْذِلُ نَفْسِي فِي سَبيلِ شَرائِعِ آبَائِنا.
الصلاة الجامعة
نَسْألُكَ، اللَّهُمَّ، أَنْ تُبْهِجَنَا بإِكْلِيلِ المَجْدِ الأَبَدِيِّ الَّذِي أَحْرَزَهُ الإِخْوَةُ الشُّهَدَاءُ†
وَأَعطِنَا أن يَنْمُوَ إِيمَانُنَا بِمُمَارَسَةِ فَضَائِلِهِمْ*
وَأن تَتَقَوَّى نُفُوسُنَا بِشَفَاعَتِهِمْ. بِرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيحِ ٱبْنِكَ*
الإِلَهِ الحَيِّ الـمَالِكِ مَعَكَ وَمَعَ الرُّوحِ القُدُس† إِلَى دَهْرِ الدُّهُور.
القراءة الأولى
«إنّا لنختار أن نموت ولا نخالف الشريعة»
قراءةٌ من سفرِ المكابيين الثاني 7: 1-2، 9-14، 20-21، 27ب-30، 39-41
وقُبِضَ أَيضاً على سَبعَةِ إِخوَةٍ مع أُمِّهم، فكانَ المَلِكُ يُريدُ أَن يُكرِهَهم على تَنأولِ لَحمِ الخِنْزيرِ المُحَرَّم، وَيُعَذِّبهُم بِالسِّياطِ وأَطْنابِ الثِّيران. وجَعَلَ أَحَدُهم نَفسَه لِسانَ حالِهم فقال: «ماذا تَبتَغي أَن تَسأَلَنا وأَن تَعرِفَ عَنَّا؟ إِنَّنا مُستَعِدُّونَ لأَن نَموتَ ولا نُخالِفَ شَرائِعَ آبائِنا».
وفيمَا كانَ على آخِرِ رَمَقٍ قال:»إِنَّكَ أَيُّها المُجرِمُ تَسلُبُنا الحَياةَ الدُّنيا، ولَكِنَّ مَلِكَ العالَم، إِذا مُتْنا في سَبيلِ شَرائِعِه، سيُقيمُنا لِحَياةٍ أَبَدِيَّة». وبَعدَه عَذَّبوا الثَّالِث، وأَمَروه فدَلَعَ لِسانَه لِساعَتهِ وبَسَطَ يَدَيه بِقَلبٍ جَليد، وقالَ بِشَجاعة: «إِنِّي مِنَ السَّماءِ أوتيتُ هذه الأَعْضاء، وفي سَبيلِ شَرائِعِها أَستَهينُ بِها، ومِنها أَرْجو أَن أَستَرُدَّها». فبُهِتَ المَلِكُ نَفسُه والَّذينَ معَه مِن بَسالَةِ ذلك الفَتى الَّذي لم يُبالِ بِالعَذابِ شَيئاً.
ولَمَّا فارَقَ هذا الحيّاة، عَذَّبوا الرَّابعَ ونَكَّلوا بِه بِمِثْلِ ذلك. ولَمَّا أَشرَفَ على المَوتِ، قال: «خَيرٌ أَن يَموتَ الإِنسانُ بِأَيدي النَّاس ويَرجُوَ أَن يُقيمَه الله، فلكَ أَنتَ لن تَكونَ قِيامَةٌ لِلحياة».
وكانَت أُمُّهم أَجدَرَهم جَميعاً بالإِعْجابِ والذِّكْرِ الحَميد، فإِنَّها عايَنَتْ بَنيها السَّبعَةَ يَهلِكونَ في مُدَّةِ يَومٍ واحِد، وصَبَرَت على ذلك بِشَجاعة، بِسَبَبِ رَجائِها للرَّبّ. وكانَت تُحَرِّضُ كُلاًّ مِنهم بِلُغَةِ آبائِها، وهي مُمتَلِئةٌ مِن المَشاعِرِ الشَّريفَة، وقد أَضفَت على كَلامِها الأُنثَويِّ بَسالَةً رُجولِيَّة، وقالَت بِلُغَةِ آبائها:»يا بُنَيَّ ارحَمْني أَنا الَّتي حَمَلَتْكَ في أَحْشائِها تِسعَةَ أَشهُر، وأَرضَعَتْكَ ثَلاثَ سَنَوات، وعالَتْكَ وبَلَّغَتْكَ إلى هذه السِّنِّ ورَبَّتْكَ. أَسأَلُكَ يا وَلَدي أَنِ أنظُرْ إلى السَّماءِ والأَرض، وإِذا رأَيتَ كُلَّ ما فيهِما، فاعلَمْ أَنَّ اللهَ صَنَعَهما مِنَ العَدَم، وأَنَّ جِنْسَ البَشَرِ هو كذلك. فلا تَخَفْ مِن هذا الجَلاَّد، بل كُنْ جَديراً بِإِخوَتِكَ واقبَلِ المَوتَ لأَلْقاكَ مع إِخوِتِكَ بالرَّحمَة».
وما إِنِ انتَهَتْ مِن كَلامِها حَتَّى قالَ الفَتى:»ماذا أَنتُم مُنتَظِرون؟ إِنِّي لا أُطيعُ أَمرَ المَلِك، وإنَّما أُطيعُ أَمرَ الشَّريعَةِ الَّتي أُلقِيَت إلى آبائِنا عن يَدِ موسى. فحَنِقَ المَلِكُ لِمرارَةِ الاستِهزاء فزادَه تَعْذيباً على إِخوَتِه. وهكذا فارَقَ الفَتـى الحَياةَ غَيرَ مُدَنَّس، وقد وَكَلَ إلى الرَّبِّ كُلَّ أَمرِه. وفي آخِرِ الأَمرِ ماتَتِ الأُمُّ بَعدَ بَنيها.
-كلام الرب
المزمور 118 9، 10، 11، 12، 13، 14
الردّة (14أ) ربَّنا، باتِّباعِ آياتِك سررْت.
1) بأيّةِ وسيلةٍ يجعلُ الشابُ مسلَكَهُ زكيَّا؟*
بأن يكونَ حافظا لكلامِك.
2) بكلِّ قلبي ما بَرحْتُ لك مُبتَغِيا*
فلا تدعْني أحيدُ عن وصاياك.
3) بِتُّ أحفظُ أقوالَك في قلبي*
لكي لا أخطأ إليك.
4) بركةٌ أنتَ، يا ربّي*
علِّمني رسومَك.
5) بشَفَتيَّ رُحْتُ أروي*
كلَّ ما نطقتَ به مِن أحكام.
6) باتبِّاعِ آياتِك سُررْت*
سروري بِكُلِّ الغِنى.
هللويا متى 5: 10
هللويا. طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ،
فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. هللويا.
الإنجيل المقدس (يقرأ من الزمن العادي)
الصلاة عَلَى التقادم
تَقَـبَّلْ، أَيُّهَا الآبُ القُدُّوسُ، مَا نُقَدِّمُهُ لَكَ فِي ذِكْرَى الشُّهَدَاءِ القِدِّيسِين†
وَأَعطِنَا نَحنُ عِبَادِكَ الَّذِينَ نُـعْلِنُ إِيمَانَنَا بِٱسْمِكَ القُدَّوس*
أَنْ نَظَلَّ فِيهِ صَامِدِينَ غَيْـرَ مُتَـزَعْزِعِينَ إِلَى الأَبَد. بِالمَسِيحِ رَبِّـنَا.
أنتيفونة التناول 2 مك 7: 23
إِنَّ خَالِقَ العَالَمِ، الَّذِي جَبَلَ الجِنْسَ البَشَرِيِّ، سَيُعِيدُ إِلَيْكُمْ بِرَحْمَتِهِ الرُّوحَ وَالحَيَاةَ، لِأَنَّكُمْ تَسْتَهِينُونَ الآنَ بِأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ شَرَائِعِهِ.
الصلاة بعد التناول
غَذَّيْتَنَا، يَا رَبُّ، بِذَبِيحَةِ الصَّلِيبِ المُقَدَّسَة†
فَنَسْأَلُكَ أَنْ يَزْدَادَ بِفَضْلِهَا فِينَا إِيمَانُ الإِخْوَةِ الشُّهَدَاء*
الَّذِينَ ﭐسْتَهَانُوا بِالمَوْتِ مِنْ أَجْلِ شَرِيعَتِكَ وَاضِعِينَ كُلَّ رَجَائِهِمْ فِي رَحْمَتِكَ. بِالمَسِيحِ رَبِّنَا.