وُلِدَ القدّيس پاولينُس في مدينة «بوردو» في فرنسا، عام 355 م من عائلةٍ وثنيّة، نبيلة وثريّة. درس الآداب وتولَّى مناصبَ سياسيّة. تزوَّج امرأةً مسيحيةً جعلتْهُ يهتدي إلى الإيمان. بعد ذلك رُزِق منها ابنًا، ما لبث أن توفي وهو رضيع. كان لهذا الحدث أثرٌ عميقٌ في نفس پاولينُس، فتعلّق بالله أكثر وأكثر، لدرجة أنه رغب في حياة التقشُّف متخلّيًا عن جميع أمواله. أقام مدَّةً في برشلونا في إسبانيا حيث رُسمَ كاهنًا. ثم ذهب الى ميلانو للتَّشاور مع القدّيس أمبروزيوس ومن هناك إلى روما، وأخيرا إلى «نُولا» جنوب إيطاليا، حيث اختير أسقُفًا. كان شاعرًا مُلهَمًا ورفيعَ المستوى وأبًا حنونًا لرعيَّتِهِ. ساعد الغرباءَ وسعى إلى تخفيف شدائد الناس خلال الحرب التي اجتاحت المدينة آنذاك، فباع كلّ ما لديه ليُحرّرَ الأسرى ووصل به الأمر إلى تقديم ذاته لإعتاق ابنٍ وحيدٍ لأرملة. رقدَ في الرّبّ عام 431. من أقواله: «لِنَفرَحْ وَلْنَتهَلَّلْ في الرَّبِّ ... إنَّه يُفيضُ روحَه على كلِّ إنسَانٍ، فيُفرِحُ بِمثلِ قوّةِ النَّهرِ المتدفِّقِ مدينةَ الله».